غزة/ الاستقلال
قال مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، إن إسرائيل تتعمد استهداف المستشفيات لأنها “الصندوق الحقيقي لجرائمها ووجهها الأسود”.
وأوضح البرش في تصريحات صحفية ، أن الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المستشفيات تأتي في إطار مخطط للتهجير القسري لسكان القطاع من الشمال إلى الجنوب، وأن هذه الأوامر تهدف أيضا إلى كسر الروح المعنوية وصمود المجتمع.
وأكد أن غالبية الكوادر الطبية في غزة لن تخلي المستشفيات وستبقى في مواقعها “لآخر لحظة”، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع دخول الوفود الطبية الأجنبية إلى القطاع لأنه “لا يريد شهودا على جرائمه”.
وأوضح مدير صحة غزة أنه لا توجد أي مناطق آمنة يمكن الخروج إليها بالمرضى والجرحى من المستشفيات، وذلك في ظل الوضع “الكارثي” الذي يشهده القطاع.
وكشف الدكتور منير البرش في وقت سابق، الأبعاد المختلفة لاستهداف المستشفيات في القطاع، مؤكدا أن هذه الهجمات التي تشكل “إبادة جماعية تبدأ من المستشفى”، تشمل 5 أهداف رئيسة لهذه الاستراتيجية التي يصفها بـ”الممنهجة”.
ولفت البرش إلى أن المستشفى هو بمثابة “القلب النابض” لأي مدينة، وأن شل قدرته على العمل يؤدي إلى انهيار قدرة السكان على البقاء، ويشير إلى أن استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات يؤدي إلى وفاة الجرحى بلا علاج، وتحويل الإصابات البسيطة إلى إصابات قاتلة، ما يرفع معدلات الوفاة بشكل دراماتيكي.
ويضيف البرش، أن المستشفى ليس مجرد مرفق طبي، بل هو “ملاذ نفسي” للسكان، ويوضح أن استهداف هذا “المكان الأخير للأمان” يهدف إلى نشر اليأس والرعب بين المدنيين، وهو ما يسعى الاحتلال إليه لكسر صمود المجتمع.
وذكر مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة أن استهداف المستشفيات هو أداة للتهجير القسري المقنع، حيث يجبر المرضى وذووهم على النزوح بحثا عن العلاج، ما يسهم في تحقيق هدف الاحتلال بـ”تفريغ الأرض من سكانها تحت غطاء الضرورات الطبية”.
ويصف البرش المستشفيات بـ”صندوق الحقيقة الأسود” الذي يوثق الجرائم، لأنها تحتضن المرضى، والجرحى، والناجين من المجازر، ويؤكد أن ضرب هذه المؤسسات يهدف إلى إخفاء الإحصاءات والشهادات الطبية التي تدين الممارسات العسكرية أمام العالم.
وأوضح البرش أن المستشفيات هي “شريان الحياة” الذي يوفر الدواء والعمليات والرعاية الأساسية، ولذلك فإن تعطيلها يعني “إبادة بطيئة وصامتة”، حيث يموت الأطفال بلا حضانات، ومرضى الكلى بلا غسيل، ومرضى القلب بلا عمليات، بعيدا عن ضجيج الإعلام.
التعليقات : 0